الاثنين، 6 يونيو 2016

كل عام و أنتم بخير



كل عام و أنتم بخير, رزقنا الله و إياكم صيامه و قيامه. و جعلنا و جعلكم من عتقائه من النار.
أبياتٌ راقت لي فأحببت مشاركتها معكم.
" يا باغي الخير هذا شهر مكرمة                       أقبل بصدق جزاك الله إحسانا
أقبل بجود و لا تبخل بنافلة                   و اجعل جبينك للسجدات عنوانا
أعط الفرائض قدراً لا تضر بها                و اصدع بخير و رتل فيه قرآنا
و احفظ لساناً إذا ما قلت عن لغط             لا تجرح الصوم بالألفاظ نسيانا
و صدِّق المال و ابذل بعض أعطيةٍ           لن ينقص المال لو أنفقت إحساناً
تُمَيرَةٌ في سبيل الله تنفقها                     أروت فؤاداً من الرمضاء ظمآنا
و ليلة القدر ما أدراك ما نعمٌ                  في ليلةٍ قدرها ألفٌ بدنيانا
أوصيك خيراً بأيامٍ نسافرها                   في رحلة الصوم يحيا القلب نشوانا "            لقائلها


عن أبي هريرة  رضي الله عنه  أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال : "أتاكم رمضان ،شهر مبارك ،فرض الله عز وجل عليكم صيامه ،تفتح فيه أبواب السماء ،وتغلق فيه أبواب الجحيم ،وتغل فيه مردة الشياطين ،لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم "

الثلاثاء، 31 مايو 2016

خواطر مبتعث 3 - قل للمليحة



          قد يحاول الشخص أحياناً كتمانَ ما في خاطره, لكن بعض الأحاسيس لا تَفْتَئُ تفتك بصاحبها حتى يبوحَ بها. لكن البوح في نفس الوقت قد يجلب المزيد من المتاعب, و التي قد تكون في غنى عنها. فتُتُرَكُ تلك الأحاسيس لرياح الزمن, و يُدفن ذلك الحب في ذلك القلب الأجوف. ليعود لها المسكين, باكياُ على أطلال حلمٍ كان جميلاُ في يومٍ من الأيام.

·       قل للمليحة هل تريح فتاها
                                           يغفوا ثوانٍ لا يريد لقاها...
·       هي فِكْرُه عند اليقوظ و حين إذ
                                           يرنوا بنفسه يرتجي نسياها...
·       لا لا تكاد تفارق عقله
                                           تغدوا و ترجع نحو قلب هواها...
·       غصّت حياته بالهموم لكنها
                                           عند الحقيقة لم تُعِرِ انتباها...
·       وقفت " أُحِبُّكِ " على شَفِير لسانه
                                           لم يستطع بالبوح حين رآها...

خواطر مبتعث 2 - حلف الفؤاد



يُقال: اليد الواحدة لا تُصَفق. كذلك الحب من طرف واحد, عقيمٌ لا يُثمر. أخالفكم, فبعيداً عن معاني الإرتباط في الحب, فهو جنةٌ لصاحبه, يرنوا لها كلما أذاقته الدنيا صنوف العذاب. قد يكون الحب في بعض الحالات خيالياُ, ليس إلا ذلك الطيف المُبتَكَر, يُفضي إليه الشخص كلما تَدَفّق قلمه.

·       حلفَ الفُؤادُ و ليس بِحَانِثٍ
إذْ رامَ نَجماً ساطعاً بِسَماءِ ...
·       هل كان مثلك في الوجود صبيةٌ
تعلوا على أقرانها بِسَنَاءِ ...
·       ذبُلَتْ مُرُوجٌ في حُضُورِ جمالها
حتى البدور تساقطت بسماءِ ...
·       قد أشرقت حين المغيب و خلتها
دَنَتِ القيامةُ فالتزمت دعاءِ ...
·       إن كانَ يا ربّي بَقِيَّةُ ساعةٍ
خُذني إليها فقد آثرتها بصفاءِ ...

خواطر مبتعث 1- حانَ الوداعُ و عينُ أُمِّي باكِية


كانت تلك اللحظات المبهمة, قُبَيل سفرتي الأخيرة من السعودية إلى أمريكا. حيث لا أكون فيها بكامل قواي العقلية. يُشْطَرُ عقلي حينها إلى نصفين, نصفٌ سبقني إلى بلاد "المنفى" المُسمّاة بأمريكا, و النصف الآخر يتشبث بالأرض لا يريد فراقها. أما القلب! فلا تسأل عنه, فقد مات شوقاً ألف مرة.

حانَ الوداعُ و عينُ أُمِّي باكِية
أزفَ الرحيلُ و حانَ وقتُ وداعية!
هي نعمةٌ؟ أم نقمةٌ؟
لا تَسْأَلَنّ فَلَسْتُ أعرفُ ما هي(ة)!
أغني من الوصفِ, شُرُودُ ذِهنِي
تَيَهَانُ عَقْلِي هو للبصير جَوَابية!
لا لستُ مُبتعداً, ولا مُتباعداً
لولا الدراسةُ مَا بَرحتُ مَكَانية!
كُتب الغيابُ عَلَيَّ, وَ أَن أعيشَ مُغَرَّبَاً
أَشَتَاقُ يَوْمَاً, وَ أَنْسَى لَيْلَةً, و أُخْرَى أُرِيدُ بأن أعُودَ بِثانِية!
عَجِزَ اللِّسَانُ عنِ الكَلامِ فجَاوبَت
نَبَضَاتُ قًلبِي, لا تَجْزَعَنَّ و لا تَكُونَ كَبَاكِيَة!
ما من فِراقٍ ولا بُعدٍ و لا سَفَرٍ
إلا وَ مِن بعدِ المَغِيبِ تَلاقِيَة!
يَهْوَى الفُؤادُ بِلادَاً لِرِفْقَةِ صَاحِبٍ
فَكَيْفَ وَ شَعْبُ أَرْضِي كُلُّهُمْ أَصْحَابِيَة؟






الأحد، 15 مايو 2016

يوميات مبتعث 6 - انتهى الفصل الدراسي و ابتدأت الحياة

انتهى الفصل الدراسي و ابتدأت الحياة
انتهى الفصل الدراسي الماضي و انقضى بما فيه من مطبات و هضاب, و لا أخفي سراً إن بحت بمدى سعادتي بانتهاء هذا الفصل الشاق جسدياً و نفسياً. لكن بنفس مقدار سعادتي بانقضاء الفصل, يراودني شعور آخر غريب. شعور فرح بتخرج أخي عبدالرحمن الرشيدي, يخالجه حزن دفين لفراقه في نفس الوقت. كنت و لا زلت أتمنى له كل التوفيق في قادم أيامه, أتمنى له أفضل المناصب العملية و السعادة التامة في حياته الزوجية. لكن سأكون أنانياً و أعلن أنني كنت أتمنى أن نتخرج سوياً, لأنني لا أعرف كيف ستكون الحياة في ديتون و قد افتقدت أهم ركائزها. في الحقيقة أظن أنني أستطيع توقع شكلها, فهي مثيرة للشفقة كالمرأة التي شاخت و ظهرت عليها تجاعيد الزمان. غير مفهومة, كالطفل الذي فقد أسنانه و بدأ يلدغ بالكلام. ضائعة, كأحلام رجل طارت في مهب الريح.
هناك أشخاص تعرفهم ثم تنساهم بعد أول فراق, و هناك أشخاص يسكنون قلبك لفترة, قبل أن يأتي غيرهم و يملئ ذلك الفراغ, ثم هنالك عبدالرحمن. هو كتلك الأسطورة التي تحول كل شيءٍ إلى ذهب بمجرد لمسها, فهو يحول الغربة إلى وطن بمجرد وجوده. علمني عبدالرحمن حب الوطن, فهو لا يرى في موطنه إلا كل جميل. علمني عبدالرحمن معنى الإصرار, فهو من ضحّى بوظيفته من أجل الدراسة. علمني كيف يكون الكرم بلا مبالغة ولا تفاخر.
نعم أعلم بأنه ركب الطائرة متوجهاً إلى السعودية, لكن إلى هذه اللحظة لم أفهم ذلك. أشعر بأنه سيطرق باب غرفتي في أي لحظة ليوقظني لصلاة الفجر. أشعر بأنني سوف أسمع صوته يجعجع في المنزل " هذا الكلام, مسوين قهوة؟ ".

هو مكسب, و كم كان قدري جميل عندما جمعنا سوياً بلا سابق معرفة ولا تخطيط.

  • هذا عمل بسيط أهديه إلى عبدالرحمن




الاثنين، 7 مارس 2016

كأني بالعرفج يقول للبنانيين "أنا أحرص عليها منك"

عبدالله بن سعيد الرفاعي
@Alrefaie99

كأني بالعرفج يقول للبنانيين "أنا أحرص عليها منك"

     أثار الكاتب السعودي الدكتور أحمد العرفج الجدل في مقالة عنونها بـ"ترحيل اللبنانيّين...رحمة للعالمين" حيث طالب في ثنايا المقال بترحيل جميع اللبنانيين من المملكة العربية السعودية لعدة أسباب تطرق إليها في مقاله.
     في بداية مقالته قال أن التعميم من صفات الجهال و لا مانع أن يكون الإنسان جاهلا أحياناً! قد ينظر لها هُو كشجاعة من وجهة نظره و تقديم مصلحة وطنية بغض النظر عن الطرف الآخر، خصوصاً و أنه اعترف بأن ما يمارسه بالتعميم يعد جهلاً, لكنه عوَّل على قوة حجَّته حتَّى و إن عمَّم. و من ما وصف الكاتب اللبنانيّين في مقاله, الآتي "يُعاملون السعوديين بتعالٍ واستخفاف، كما أن نفوس اللبنانيّين كلها نزق، فدائماً نراهم يرتدون البدل من ماركات مُقلّدة، من شوارع الحمراء، ويعملون في التسويق وخطف الإعلانات، بطُرقهم المعروفة –والمشبوهة أحياناً"
     تطرق الكاتب لبعض الصفات الواقعة لزاماً من وجهة نظره ككون اللبناني أصبحت وظيفة وليست جنسية و كون نسبة عالية منهم ينظرون للسعودي بتعالي و يزعمون بإسهامهم الكبير في التنمية الخ...  تطرّق الدكتور حتى لنوعية الملابس و التي وصفها بالمقلدة و من ثم وصف طرقهم في الكسب بالمشبوهة, بغض النظر عن صحة النقطتين المذكورتين من عدمها لا أتوقع أن الدكتور أراد بها المعنى الظاهري فقط, و إنما احتوت على إسقاطات مبطّنة لم يرد أو لم يستطع طرحها بوضوح و الغرض منها هو تهيئ القارئ نفسياً لتقبل الأسباب التي سيذكرها مباشرة بعد هذه الجزئية. فكاتب له باع طويل في الكتابة مثل العرفج يستحيل أن يذكر نقطة بهذه السذاجة -ملابسهم مقلدة- في مقال يحمل رسالة قوية كترحيل اللبنانيّين. خصوصاً و إن استحضرنا سؤال العرفج الشهير للكُتَّاب في برنامج يا هلا بالعرفج, "كيف تتحايل على الرقيب؟"
     ذكر الدكتور أحمد بعد ذلك الأسباب التي دعته للمطالبة بترحيل اللبنانيين قائلاً " هم بشكلٍ عام ينقسمون إلى ثلاثة أصناف: إما طبقة عاملة عادية، فهؤلاء لدينا منهم في السعودية مئات الألوف، وإما أن تكون طبقة عاملة من طبقة “الدشير”، وهؤلاء يجب أن يُرحّلوا قبل الجمعة القادمة، لأننا “يا دوب” نتحمّل “دشيرنا”، أما الصنف الثالث، وهم أصحاب الكفاءات من الطبقة الماهرة، فهؤلاء مُكلِّفين مالياً، نظراً للوضع الاقتصادي المزري، كما أن لبنان أحقّ بهم منّا، خاصَّة وأن لبنان تعرَّض إلى كثير من التدمير، ويحتاج كل سواعد أبناءه لإعادة التعمير." هذا النوع من الأسباب أشبه بالقوالب الجاهزة التي تناسب أي موضوع تريد التحدث فيه. فهو ينطبق على الجميع, بإمكانك أن تسقطه على أي جنسية أخرى فقط بسحب كلمة لبنانيّين و وضع كلمة مصريّين, أو بريطانيّين على سبيل المثال و ستحتفظ بنفس الدرجة من الإقناع.
     هذا النوع من الأسباب يطلق عليه في اللغة الإنجليزية "straw man" أي نظرية الفزّاعة، تبدوا بهيئة رجل منتصب في قلب المزرعة فيثير الرعب في الحيوانات لكنها ليست إلا كومة من القش و أصغر شرارة كفيلة بإحراقها. نظرية الفزاعة تقوم على طرح حجج غير واقعية بغية التَّذَرُّع أو أن تكون الحُجج ليست لذات الهدف الرئيسي من القضية.فوجهة نظري أن الدكتور بحث عن الصخب و إثارة الجدل في المقال أكثر من الواقعية و المنطق في الطرح! فأراد أن يكتب مقالاً قوياً يوازي قوة الخطاب السياسي الحالي للملكة و لكن كانت مشكلته التعميم و فقدانه لبعد النظر في الطرح و عدم دراسة عواقب مطالباته. فالوضع الحالي أي نعم يحتاج إلى مواقف قوية, لكن لا يتحمل هذا النوع من المواقف المُتَّسمة بالتطرف و التي تَفرق الصف و لا تجمعه.
     ختاماً, أنهى الدكتور مقاله بالضرب على وتر المصلحة اللبنانية و أن هذا ليس إلا لمصلحتكم فبلدكم أحق بكم منا. كثيراُ لا يكون اللعب على وتر الأحاسيس و تهيج المشاعر الوطنية, إلا عندما لا تكون هناك أسباب منطقية. خلاصة المقال و كأني بالعرفج يقول للبنانيين "أنا أحرص عليها منك"  




----
كل الإحترام لشخص الدكتور أحمد العرفج, و لا يقصد من هذا المقال الإسائة بل مناقشة الأفكار و تحليلها.


الاثنين، 25 يناير 2016

فضفضة 3 - أريد أن أكون قوياً كامرأة !



أريد أن أكون قوياً كامرأة


          من المؤسف أن نصل إلى القرن العشرين و لا زال البعض منا متخلفاً في القرون المظلمة. التواريخ ليست إلا أرقام إن كانت لا ترتقي بفكر البشر, فلا فرق بين إنسان القرن العشرين و إنسان الكهوف من القرون الأولى, إن كان فكر الأول متحجراً كقساوة تلك الكهوف. جيل اليوم يحضا بقدر وافر من التعليم, لكن للأسف يبدوا أن هذا التعليم لم يتجاوز حد الورقة و القلم. فكل يوم نصطدم بحوادث تثبت لنا أن الكثير متعلم "أكاديمياً" و متخلف "فكرياً". لا فائدة من التعليم إن كان وسيلة لأكل العيش فقط. و لا خير في دين الرجل, إن كان ينتهي بنهاية حصة فقه يلقيها على الطلاب. من أهم صور هذا التخلف الفكري هو احتقار المرأة, أو على الأقل عدم إعطائها منزلتها التي تستحقها.
          ناهيك عن الفضائل الدينية التي حظيت بها المرأة, فهي من المسلمات و ليست محل جدال. ففي نظرة سريعة على روتين المرأة المنتجة اليومي, نجد أنها تستيقظ قبل الفجر, تعد الإفطار لزوجها, تجهز أبنائها للمدارس, ثم تتوجه هي إلى عملها بكل مصاعبه. ابتداءً من مصاعب المواصلات و الذهاب و العودة, إلى مشاكل العمل الاعتيادية. ثم إن عادت إلى بيتها, عليها أن تضع كل ذلك جانباً, ليبدأ عندها "شفت" العمل المسائي, فتعد الطعام, و تغسل و تكنس و قهوة المغرب و الشباب بيجون, إلى آخر ذلك من الأمور الغير مناطة بها شرعاً. "قال العلامة ابن نجيم الحنفي رحمه الله تعالى في البحر الرائق: لأن المرأة لا يجب عليها طاعة الزوج في كل ما يأمر به، إنما ذلك فيما يرجع إلى النكاح وتوابعه خصوصاً إذا كان في أمره إضرار بها." (1) و مع ذلك كله, لا تجدها تتلكأ, و تفعل كل ذلك تفضلاً و كرماً منها. هل أستطيع أنا فعل كل ما تفعل المرأة في يومها؟ لا, لا أعتقد فأنا أفقد أعصابي لمجرد ازدحام مروري, أو حتى بسبب ظروف الطقس. لذلك أتمنى أن أكون صبوراً كامرأة, و أتمنى أن أكون كريماً كامرأة.
          في دراسة قدمت من Ponemon Institute research”  و نشرت على صحيفة الديلي ميل البريطانية (2), كانت نتيجتها أن النساء يعملن بشكل أفضل و أكثر اجتهاداً من الرجال. دراسات أخرى وردت في صحف كبرى مثل التيليغراف (3) و هوفينغتون (4) بوست كان مفادها أن النساء أكثر صدقاً من الرجال و أكثر التزاماً بالأخلاق و القيم. أنظر المراجع نكاد نسمع كل يوم عن قصص فسادٍ ذكورية. نسمع مقاول لم يخلص في إنجاز مشروعٍ ما, أو عن قاضٍ مرتشي, أو عن موظف مختلس. لكن هل سمعت يوماً عن موظفة بنك تتجسس على أرصدة العملاء؟ أو سمعتم عن طبيبة خصصت غرف و أسِرَّة المستشفى للعائلة و الوجاهات و تركت المراجعين يفترشون طرقات المستشفى؟ هل سمعتم عن مديرة مدرسة اختلست أموال الميزانية أو سرقت أموال عمال التنظيف؟ بالعكس تماماً, أنا سمعت عن معلمات اشتروا مولدات كهرباء و مكيفات لمدرستهن التي لم تصلها الكهرباء بعد, و مدرسة البنين على بعد 1 كيلو متر فقط تنعم بالماء و الكهرباء. و تصدم, و على عكس ما ترى, بأنك إذا دخلت لمدرسة البنين, خلت نفسك لثانية في حراج, فالطلاب يسرحون و يمرحون و المبنى شبه متهالك. و قس على ذلك القصص. فلذلك, أتمنى أن أكون صادقاً كامرأة, و أتمنى أن أكون مخلصاً في عملي كامرأة.
          بعد كل هذا, تجد أن رجالاً لازالوا يتعالون على المرأة. فاعلم ياماً غرتك ذكورتك, أنت خرجت من امرأة, و اشتد عودك من لبن امرأة, بكَيتَ و كفكفت دٌموعٌكَ امرأة, مَرِضتَ و سَهِرت ترعاك امرأة, كبرت و طِشتَ و كانت تدعوا لك امرأة, و انتقلت في حياتك من  طفل في حضن امرأة إلى زوج في عش امرأة, فاعترف! فَلَستَ تَستَقِيمُ إلا بامرأة!




ملاحظة: لم يكتب هذا المقال كرد على الشيخ علي المالكي, فهذا المقال تم البدء فيه منذ فترة و لم يتم نشره في هذا الوقت لغرض ركوب الموجة سواءً مع أو ضد.
المراجع
(1) ما يجب على المرأة أن تطيع زوجها فيه و ما لا يجب http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=50343
(2) النساء يعملن بشكل أفضل و أكثر اجتهاداً من الرجال http://www.dailymail.co.uk/femail/article-2285378/Women-DO-work-harder-men-How-female-employees-prone-distraction-likely-job-done.html
(3) النساء أكثر التزاماً بالأخلاق و القيم http://www.telegraph.co.uk/news/science/science-news/9206176/Women-are-more-moral-than-men-survey-says.html

(4) النساء أكثر صدقاً من الرجال        http://www.huffingtonpost.co.uk/2012/04/16/moral-dna-test-womne-more-moral-than-men_n_1428076.html

الجمعة، 22 يناير 2016

فضفضة 2 - أهداف, و لكن مزيفة!




أهداف, و لكن مزيفة!

            بين الفترة و الأخرى و من السنة للثانية, يراجع الإنسان منجزاته, ما له و ما عليه. يرى من أين أتى, و يرسم هدفاً جديد. لتظل عجلة التغيير قائمة من عام لعام. و ما من تغيير إلا و له دوافع, بعضها دوافع حياتية لا مفر منها, و البعض كماليات يزينها في عين الغلبان تشدق الناس بها. من صور الأهداف الشائعة التي يضعها الشخص على مطلع كل حول قراءة كتب أكثر, و الحصول على جسم أفضل. ليس بيني و بين القراء ثأر, و لا أكن "للمعضلين" عداوة. ما أرمي إليه هو أن هذه الأهداف لدى الغالب ليست لدوافع حقيقية.
            هناك فرق بين الأهداف الحقيقية و بين الأهداف المزيفة! كلها تبدوا متشابهة في الظاهر, و لكن الاختلاف يكمن في الجوهر. الأهداف الحقيقة تكون ذات جوهر متين قيم, و الأهداف المزيفة دواخلها خاوية. أمّا أنا فعَدُوٌّ للأهداف المزيفة, و اعتراضي على القراء و الأصحاء إنما جاء إن كان الهدف مزيفاً. أكره أن يقرأ المرء كتباً كي يتصور معه, أو كي يفاخر بالمجالس أنا قرأت أنا فعلت و هو لا زال رضيعاُ في عالم القراءة. أكره أن يذهب الشخص للنادي الرياضي و يرهق نفسه و هدفه التقاط الصور و إغراء الفتيات. أكره حتى إن تعمق الشخص في عالم القراءة, و لكن هدفه أيُ شيء غير العلم, و للعلم ذاته.
            هذه الأهداف المزيفة أوهن من بيت العنكبوت ذاته, لذلك نراها تأتي و تغيب على شكل موضة. انتشرت الكتب و تزايد القراء مع موجة مواقع التواصل الاجتماعي, بل ازداد الموضوع إلى انتشار الكُتَّاب أيضاً. و بزعمي أن كل هذا ليس إلا جعجعة كجعجعة القوارير الفارغة. فالقارئ الذي عرفته منذ الأزل, لم يكن متباهياً. كان العلم يتضح في حديثه, و ليس في تَصنُّعه. الرياضي الفذ الذي عرفته كان سمحاً, تلمس فيه صدقاً الأخلاق الرياضية. لا يملئ الساحة بصور صدره المحقون, و بكلامه المتعالي! لا أقصد الجميع, و لكن لا أقصي الجميع أيضاً. أعتب كثيراً على هذه الشخصيات, و لا أجد وصفاً أبلغ من وصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

ملئ السنابل تنحني بتواضع          والفارغات رؤوسهن شوامخ

الثلاثاء، 12 يناير 2016

فضفضة - تعريفية




من باب سهولة الوصول إلى المعلومة, فضفضة هي زاوية أخرى أظهر فيها للقارئ و أناقش معه بعض الظواهر التي تجلب الأنظار!


تختلف عن زاوية يوميات مبتعث بكونها لا تناقش الأحداث اليومية و تخلوا من جانب القصص و الخواطر. و إنما أحاول فيها مناقشة بعض الظواهر في المجتمع سلبية كانت أو إيجابية. ويأتي سبب التسمية أن كلمة فضفضة بمعناها الدارج حالياً يأتي بمعنى البوح بما في الصدور تجاه حدث ما، فيُقال فاض النهر أي زاد عن حده و طفح. كذلك المشاعر، تزيد أحياناً ويصبح لا يمكن منعها من الظهور.