مشوار بسيط من المكتبة إلى السوبرماركت إلى المطعم، إسترحت به قليلا من وعثاء المذاكرة! أولا، أخذت المصعد إلى الأسفل، وعندما فتح الباب ابتسم في وجهي من كانوا في خارجه و اخفضوا رؤوسهم في تحية و احترام متبادل!
اتجهت لباب المكتبة هاما بالخروج، فإذا أحدهم يقف ممسكا لي الباب، أسرعت له و أمسكت الباب فشكرني على أنني قد أسرعت له و كأن ما فعله هو كان واجبا عليه. بعدها اتجهت للسوبرماركت و من بعده المطعم و الكل يشكر و يشكر و يبتسم في وجهك و يتمنى لك ليلة سعيدة! كل ما رويته لم يكن غريبا أبدا، فهو يتكرر كل يوم و من كل الأشخاص، الكبير و الصغير، الرجل و المرأة، الغني و من ينام في الشارع و الجميع بكل أطيافهم!
الشخص الوحيد اللذي لا يشكر إلا قليلا، و يتحاشى أن تحط عيناه على عينيك كي لا يسلم، يتفاداك، و يتأفف و يشمئز إن رآك، و يستعر من وجودك في الأماكن العامة إن كان هناك، و يتكبر من ركاكة لكنتك الأمريكية، و من قصة شعرك اللي لا تعجبه، و من ثيابك الرثة كما يراها، هو للأسف السعودي؟ لماذا؟
لا أنت تدري و لا هو يدري، مسكين يصيبه العمى كلما مررت بجانبه، يفقد حاسة السمع إذا تكلمت بجواره، يحمر وجهه خجلا إذا لم أنطق كلمة إنجليزية بالبراعة اللتي هو ينطقها بها. في نفس الوقت الأمريكي يصحح خطأك إن أخطأت و يعتبرها قمة الوضاعة إذا ضحك على سوء لهجتك، لأنك على أقل تقدير تجيد التحدث بلغته و هو لا يجيد لغتك! مجددا أتسائل، لماذا يا من يفترض أن تجمعني به أواصر محبة و أنتماء أرض و وحدة لسان و دين، لا ترد التحية كما هي، فضلا على أن تردها بأحسن منها؟
لماذا لا تقول لي شكرا من طيب نفس، كما قلتها لتوك لذلك الأمريكي بجواري؟ لماذا تمسك الباب لذلك الأجنبي بكل سرور، و إذا لمحت طرفي تركت الباب في وجهي كأني لا أحد؟ لماذا لا تبتسم في وجهي كما تفعل مع ذلك الأمريكي و تبعث في وجهي همومك و تعاستك؟ لماذا تصادق هذا المسيحي، و هذا الإمريكي ذو الأصول الأفريقية، و تستعر من تصادق أخاك "المسلم، السعودي" لأنه من تلك المنطقة أو من ذلك المذهب؟
كلامي لا يشمل الجميع، لكن النسبة العظمى تندرج تحته!
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
ولدتني أمي رجلاً يرى بعقله, فرأيت العجب!
رأيت قوماً يعشقون الإختلاف, و لا يفقهون معنى الإئتلاف!
يعجبهم الغريب, ذو المنطق العجيب! وهم يعلمون أن قد ضلّوا الصواب, و لكن هدفهم أن يقال "أنظروا, فلانٌ مُختلف"
ألا بورك لكم في تَخَلُّفِكُم!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق