الخميس، 31 ديسمبر 2015

فضفضة 1 - فما أنا فاعلٌ برسائلٍ لا صدق فيها؟


فما أنا فاعلٌ برسائلٍ لا صدق فيها؟
لا شك بأن الواتساب أًصبح أكثر من مجرد وسيلة تواصل, و لا شك بأننا حملناه و هو حملنا أكثر من طاقاتنا. لا تكاد تمر ساعة من نهار بدون أن نتصفح التطبيق, إما لرسالة واردة أو صورة و غيرها. و مع تعدد أسباب و طرق استخدام الناس لهذا التطبيق, أشعر بأن الهدف الحقيقي للبرنامج قد تم نسيانه. تجاوز استخدام الواتساب لدى الكثير من وسيلة تواصل, حتى بدأوا في تنصيبه مناصباً لم يكن ليصلها من قبل. أصبح الواتساب اليوم منبراً كمنبر الجمعة, فلا تكاد تحصي الرسائل الوعظية و القصص الدينية اللتي تصل في كل لحظة. ناهيك عن كونه المصدر الأول للشائعات و الخرافات و مع ذلك يمتاز بمصداقية عالية لدى شريحة كبيرة من المجتمع.
لا اعتراض لدي البتة في الرسائل الدينية, بل بالعكس {و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. لكن المشكلة في كثرة الرسائل و تكرارها, بل و عدم التأكد من صدق الأحاديث المنقولة. أكاد أجزم أن الأحاديث المكذوبة و الموضوعة بل و المُختَرعة أحياناً التي قرأتها في الواتساب وحدة, أكثر بكثير من ما قد مر علي في حياتي كاملة. و هنا أطرح تساؤل مهم جداً, هل وصل الواتساب إلى هذه المرحلة من المصداقية لدى الناس؟ أتفاجئ و مع كل هذه التقنية الحديثة أن الناس لا تتأكد من صحة الأحاديث و القصص الدينية اللتي ترد إليهم, بل و يسارعون في نشرها و كأن ذلك يزيدهم و هجاً و تميزاً. على العكس تماماً, أن تبقى صامتاً خيرٌ من أن تشتهر بكثرة نشر المغالطات, ناهيك عن خطورة ذلك على الصعيد الديني.
وجه آخر لوجوه الاستخدام السيء للواتساب و هو نشر الشائعات. أكاد أجزم أن السواد الأعظم ممن يتسابقون في نشر المواضيع, لا يقضون دقيقة واحدة في التأكد من ما قرأوا. فغالباً مع أول عملية بحث تجريها لمحتوى رسائل الواتساب تكتشف كذبها و زيفها. أصبح الواتساب بحد ذاته مصدراً, بل و يغلب على المصادر العلمية. فإذا أردت أن تروج لفكرة معينة, أو تهاجم منتجاً معيناً كل ما عليك فعله هو أن تكتب رسالة بليغة في الواتساب. تلعب فيها على وتر المشاعر, و تستفتحها بـ"أثبتت دراسة بريطانية" أو "نصيحة من الدكتور فلان في القطاع الفلاني" و دع الواتساب يأخذ دورة.
أخيراً, و هو الأمر الأكثر إزعاجاً, على الأقل لي شخصياً. هو غزارة الرسائل و تكرارها من ذات الأشخاص, فتجده يرسل لك بيت شعر على الخاص و يرسله نفسه في المجموعات. و يصبح و يمسي عليك في اليوم عشرة مرات, و أم المصائب إن كان ممن يتفننون في إرسال الصور و عليها عبارات التصبيح و التمسية. لست أنا الوحيد الذي أختنق من هذا النوع من الرسائل, بل ذاكرة هاتفي أيضاً تكاد تنفجر من صباح الخير و مساء الخير. الجلي بالذكر, أن هذه الرسائل لا تؤدي الغرض المطلوب منها أساساً. فلو أرسلت لي سبعين مرةً صباح الخير, و لكن ولا حتى واحدةً منها جاءت صادقة فكأنك لم ترسل شيئاً. طغى للأسف في الكثير من الناس حب التميز و سرعة النشر عن المعنى الحقيقي للوصل و التواصل. فمئات الرسائل المزركشة لا تقف أمام كلمةٍ واحدةٍ صادقة, و هو للأسف ما لم تستطع التقنية تعويضه. فما أنا فاعل برسائل كلامية لا صدق فيها؟

هل تتفق معي بأن استخدام الناس للواتساب, بدأ ينحني منحنى مزعج؟ هل تفكر بترك هذا البرنامج بسبب الاستخدام السيء له؟



للتواصل عبر تويتر - @ALREFAIE99

الاثنين، 15 يونيو 2015

يوميات مبتعث 5 - ذلك الخوف وتلك اللهفة !



منذ أن بدأت دراستي الجامعية ووزني في ازدياد، كنت في بادئ الأمر أردد ساخراً أن زيادة وزني متناسبة طردياً مع الزيادة في محصولي العلمي. إلى أن استفحل الأمر وأصبحت أرى آثار الزيادة في الوزن تؤثر على مستوى الطاقة لدي، إلى أن أصبحت أشبه بجثة هامدة لا تكاد تتحرك إلا للضرورة. لا أكاد أفتح كتاباً أو أراجع درساً إلا وبالخمول يداهمني من كل جانب. حينها أدركت أنني كنت أرتكب خطأً فادحاً بحق نفسي عندما كنت أسخر وأربط سمنتي بازدياد المحصول العلمي وانهماكي بالدراسة. فالسمنة وقلة الحركة هي أحد أكثر العوامل التي تؤثر سلباً على الدراسة. ندمت حينها بل وأشعر بالندم حتى الآن، ذلك أنني لم أبدأ بمعالجة المشكلة حين بدأت وتركتها تتفاقم حتى بدأت أقلق على مستقبلي في كل لحظة. صراحة لم أكن أتجاهلها بالكامل، بل كنت أفكر في حلها كل لحظة وكثرة التفكير فيها وقلة التنفيذ وانعدام الالتزام ساهمت أيما مساهمة في إصابتي بالإحباط. كنت دوما ما أفكر في وضع حدٍ لمشكلة السمنة، وأرسم خطة مستقبلية كل يوم قبل النوم وأقنع نفسي بأن غداً هو اليوم المنشود الذي سيشهد على بداية النهاية لتلك السمنة الكئيبة. ذهبت الأيام والشهور والسنين وذلك الغد لم يأت بعد. بدأت أشعر فعليا بأنني سأكمل بقية حياتي على ما أنا عليه من وزن زائد وضخامة زائفة، حاولت إقناع نفسي بأن هذ هو مصيري وقدري أن أعيش سميناً، لكن ماضِيَّ النحيل لم يزل يراودني قبل كل وجبة وقبل كل منام. أحمد الله أنني عندما فقدت "التنفيذ والعزيمة" لم أفقد " التطلع والحنين إلى الماضي الجميل".
               خلال هذه الفترة من حياتي اكتشفت أنني أفضل مخطط وأسوء منفذ. أفضل من يعد الخطط ويرسم المستقبل ويضع الحلول، لكنني في الناحية الأخرى أبطأ من يبدأ وأشره من يأكل وأكسل من يمشي. كل تلك الأفكار بدأت في الضغط علي، لم أستمتع بأي وجبة أكلتها بالرغم من أنني تعلمت الطبخ وأصبحت علماً بذلك في محيطي الصغير. لم أهنأ بأي لقمة أكلتها بالرغم من أنني آخر من يقوم على المائدة. اكتشفت مدى التناقض الذي أعيشه، اكتشفت عيوبي واقتنعت بها على مضض، علمت بأني بأمس الحاجة إلى من يكملني. كم كنت مقتنعاً بقدرتي على فعل كل شيء بنفسي، ولا أكذب حين أقول كنت ولا زلت بارعاً في ذلك. لكن مع زيادة الحمل علي، اكتشفت خطأ ما اعتقدت. زيادة الحمل النفسي لرغبتي في إنهاء الدراسة الجامعية، زيادة الحمل المادي بازدياد وزني، وإحساسي بغلاء الدّين الذي أحمله لوالِدَيّ والذي لا ينحصر فقط بالثمن الذي دفعاه من عمر ومال من أجل تحصيلي العلمي والإخلاص في تربيتي بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. أشعر بذلك الدّين في كل لحظة أنظر فيها إلى والدي الذي أثقلته مشاغل الحياة وتركت الشمس على بشرته المضيئة بصماتها، في كل لحظة أرى فيها والدتي التي حَمَلَت وتَحَمَّلت ونزلت وتنازلت. في كل لحظة أُبصر فيها أنني قُدوة لإخوتي الصغار، وأني أشكل مستقبلاً يعولون عليه كما شكل والِدَيَّ مستقبلاً مزهراً لإخوتهم في صغرهم.
               كم أخاف أن أخذلهم يوماً ما، كم أخاف أن يخفت ذلك النجم الذي تعب والداه في تربيته، كم أخاف أن أهدم جبلاً شامخاً قد بنوه، كم أخاف أن يقول الناس "كان صراحاً من خيال فهوى. لكن بقدر الخوف الذي يتلبسني كم أتطلع بلهفة إلى ذلك اليوم الذي يتوسط والدي المجلس و يشير إلي بالبنان، كم أتطلع إلى ذلك اليوم الذي تقول والدتي فيه هذا عبدالله من لحمي و دمي، كم أتطلع شوقاً لذلك اليوم حين يتفاخر إخوتي قائلين لنا أخٌ كريم و ابن أبٍ كريم.


-------

عبدالله سعيد الرفاعي
Twitter @alrefaie99

الأحد، 29 مارس 2015

يوميات مبتعث 4 - وجـ"ع"ـات نظر!




     في بلاد بعيدة, خلف المحيطات, أقصى من مرمى البصرو مغرب الشمس. بلاد أبعد من قصص الأساطير, و أحدث من الغزوات و أيام الهجير. هنالك طلاب مغتربون, لا ينتسبون إلى ثقافة المواطنين, ولا يتحدثون لغة أهل البلد!
في موطنهم الأصلي, الكل يغبطهم كونهم في أرض الحرية و الجمال. يتمتعون ببياض الثلج, و بهجة الربيع, و جمال ألوان الخريف. الكل يغبطهم لكون طرقهم واسعة, الكل يغبطهم لكون جامعاتهم رائدة, و الكل يغبطهم لركوبهم موجة التغيير و معاصرتهم زمن التقدم. في نفس الوقت موطنهم و شعوبهم تعول عليهم أيما آمال, و تعلق عليهم جمَّ الطموحات.
    الكل يراهم في نعيم, و يتمنى لو كان في مكان أحدهم. كثرٌ من لا يعتقد بشعورهم بالحنين, لا سيَّما و التقنيات الحديثة قصرت المسافات, و لمّت شمل المحبين. غالباً ما يُنظر إليهم و كأنهم في نزهة سفر, و أن دراستهم في متناول الأيدي. غالباً ما تروى قَصَصُهُم من خلال صورهم, و ما يحكى عنهم يستمد من مقاطعهم اللتي يبثونها. على الأقل هذا ما يردني من "وجعات" نظر!
     لنتفق على شيء ما, غالباً يكون من المستحيل أن تطلق وصفاً دقيقاً و صحيحاً على حالة ما من دون أن تتعرض شخصياً لتلك الحالة. ناهيك عن كون كثير من مَن يطلقون الآراء اليوم هم ليسوا إلا مجرد أشخاصٍ ملؤوا الدنيا بأفكارهم السطحية, اللتي لا تكاد أن تطفوا, حتى تغرق مجدداً.
      نعم كنت أتحدث عن المبتعثين, و ما يتعرض كثير منهم بين الفينة و الأخرى من وجعات نظر من يعادون هذه الفكرة. أتعلمون ماذا؟ لن أتحدث عنهم, فلست بحاجة أن أذكر كم من الوقت أحتاج لأتخلص من تلك الأفكار اللتي تهاجمني عن الحياة لأقنع تلك المجموعة. لست بحاجة أن أذكر نوبات الأرق, و الثقل الملقى على عاتقي كي أنجح و أعود لرفع رأس والِدَيّ و أدحض تلك الشائعات عن كوني أقضي وقتاً ممتعاً. لست بحاجة أن أقنع أحداً أن أغلب أحاديث المبتعثين تدور حول مجموعات الدراسة و المواد و مدى تقدمهم دراسياً. لا أحتاج أن أثبت لهم أن عبارات مثل "الله يخلي السعودية بس" و " متى نرجع و نرتاح" تكاد تسيطر على الحوارات اليومية. لست بحاجة أن أثبت كم من الجهد تبذل الأغلبية العظمى لتعكس صورة لبقة, حسنة, و جميلة عن ديننا و وطننا, و هو الامر اللذي يأخذ الكثير من الجهد و قد يتدمر بتصرف فردي أخرق من هذا الشخص أو ذاك. المصيبة أن تتعامى الأعين عن كثيرٍ من التصرفات الحميدة و تنصرف إلى تصرفات فردية طائشة لتعمم على الكل.
     أعتقد أنني فعلاً تحدثت, بل و تحدثت كثيراً! عموماً, لم أستطع أن أوقف أصابعي عن الكتابة. الآن تعرفون لماذا لم أرد التحدث منذ البداية, أصحاب وجـ"ع"ـات النظر أبداً لا يتعلمون.
نيابة عن المبتعثين اقول, انتظرونا فلن نخذل أحداً فيكم!

يوميات مبتعث 3 - الـحريـة قد تـكون وسيلــة للقمــع!

أحياناً, لتحكم سيطرتك على مجموعة ما كل ما عليك فعله هو إعطاؤهم ما يريدون. في بلاد خلف البحار, الكل يريد الحرية, و حرية الرأي و التعبير تحديداً. الشعب هنالك يقاتل من أجل حريته, يا ألهي كم من الإصرار يملكه ذلك الشعب في المطالبة بحقوقه. إن أعطت الحكومة الحرية للشعب في قول ما يريدون بلا قيود أو حواجز, سيعتقد الشعب أن صوته سيصل للجميع و أن مطالبهم ستكون محط أنظار الكل. في الحقيقة, لكي تتحكم في أراء الناس و تستمر في فعل ما تريده أنت, كل ما عليك فعله هو إعطاؤهم ما يريدون, أعطهم حرية التعبير, حينها ستضيع أصوات المحقين في الزحام و لن يسمعها أحد. سيبدأ الجميع في الكلام, المفكر, الطبيب, اللص, مبتز النساء, المختل عقلياً, و حتى ذلك الشخص اللذي لا تستطيع إعطاؤه الثقة في أتفه الأمور. الجميع يملك الحرية فيما يقول, و لكن إن تحدث الجميع فمن يسمعهم إذاً؟ في هذه الحالة, الحكومة أعطت الشعب ما يرونه "حرية", و تمتع جميع أفراد الشعب بتلك "الحرية", و مضت تلك الحكومة بما تفعل و الشعب يستمتع بحرية الزحام.
إذا, مالحل؟ كيف يستطيع الشعب أن يوصل صوته و مطالبه متفادياً تلك المراوغات الحكومية؟ بكل بساطة, مجلس مكون من جميع أبناء البلد و أطيافهم و انتمائاتهم كفيل بإيصال تلك الأصوات و المطالبات للحكومة. و كفيل أيضاُ برفع المستوى الثقافي و الشكل العام لذلك الشعب. رجل رشيد من كل قبيلة, طبقة و توجه, كفيل بإيصال صوت العامة. هذه الفكرة تتقاطع مع مجلس الشورى في بلدي في كثير من الزوايا, بغض النظر عن آلية التنفيذ و هل تتفق معها أو لا.
أخيراً, ما فعلته حكومة ما خلف البحار, أنها أتاحت للجميع الحديث, حتى اختلطت أصوات المحقين بالمرجفين لتكوّن مزيجاً مزعجاً من الضجيج, و لتختفي الأصوات المحقة و تموت في الزحام. ساوت صوت من أفنى عمره في العلم, بصوت اللص مثلاً. ساوت صوت من أفنى سنينه عملاً و جهداً, بمن فشل في حياته و لم يمتلك عملاً يوماً من الأيام. كم ذكية تلك الحكومة, تحب شعبها جداً. إن كانت هذه هي الحرية, فهي ليست إلا طريقة عبقرية للقمع! 

الأربعاء، 11 فبراير 2015

يوميات مبتعث 2 - كل شيء يدور حول المال!



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!


      أدرس في جامعة خاصة في مدينة ديتون في ولاية أوهايو الشرقية! و أحد أكثر الأمور التي تغيظني هنا هو ولعهم بـ "الفلوووس" !


      الناس تحب الفلوس, لكن مش للدرجة دي! هاكم بعض أمثلة,
لجامعة نهمة كهذه, لا يكفيها كونك تدفع 70 ألف ريال مقابل الدراسة لكل فصل, و لا أن تدفع مبالغ تصل للـ1000 ريال لكتاب واحد, و لا أن تدفع 40 ريال من أجل أن تٌحضر نفسك في المحاضرات – خصوصاً إذا صار الدكتور كسلان, فلازم تشتري برنامج عشان تحضر نفسك كل يوم_. لا يكفيها أيضاً أن تبيع لك الماء الذي يصلها مجاناً و يباع مجاناً في المطاعم و المحال, و تستغل حتى الـ30 قرش التي تمتلكها قيمةً لتسخين الماء لك.

      لا يكفيها أن تجعلك تدفع لمواقف السيارات – في آخر الدنيا - قرابة الـ400 ريال في السنة, و إلا ستأخذ مخالفة تتضاعف قيمتها خلال 7 أيام فقط في حال عدم دفعك! لا يكفيها أن تجعلك تكتب واجباتك في دفاتر هم حددوها و يبيعونها بأضعاف مضاعفة لسعرها. و فوق هذا كله اقرأ التالي:

      حين ينتهي الفصل الدراسي بخيره و شره و يحين وقت الدرجات, كلُ يده على قلبه يرجوا النجاح و يخشى الرسوب – حاشانا و حاشاكم-. الكل قلق إلا جهة واحدة فقط, باتت تتحرى مجيء هذا اليوم بفارغ الصبر! نعم, إنها الجامعة الموقرة! يسأل سائل: لماذا؟ و الجواب, إذا كنت تريد كشف الدرجات لابد و أن تدفع "فلوووس"! علاوة على المبالغ الطائلة التي سبق و أن دفعتها, قيمة الدراسة و الكتب و حتى قيمة تسخين الماء, لا تخف لا زال لديهم رغبة في امتصاص ما تبقى في جيبك! و ستدفع ذلك مضطراً لأنك إن لم تفعل لم تحصل على "فلوسك" من الملحقية و لن تتمكن من توفير "فلوس" لسد جشع الجامعة في الفصل القادم! 

تمتضي الأيام و تستمر معادلة المال و الجشع و الخوف في دائرة لا تنتهي! كان الله في عون جيبي!



يوميات مبتعث - تعريفية !



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته!

      أحداث كثيرة تحدث في عالمنا تزيد من رغبتنا في التحدث و التعبير, في الناحية الأخرى الارتباطات الدراسية و الوظيفية تحد من  فرص الشخص في التعبير عن كل موضوع. و في نفس السياق, كانت تراودني فكرة تجميع أفكاري و كتاباتي في مكان واحد منذ فترة طويلة, كي أشارككم بها و أسهل عملية الرجوع لها متى ما تطلب الأمر.

      أحد أهم الأسباب أيضاً هي رغبة  أم عبدالله - الوالدة - في  قراءة أفكاري و معرفة وجهة نظري في الأمور اليومية التي تصادفني خلال عيشي في الولايات المتحدة!

      أمريكا, الدولة العظمى, النفوذ و السيطرة, الريادة و التطور, دعونا نترك كل ذلك جانباً و لنتحدث عن الشعب. لنتحدث من منظور أدق و أقرب, عن الحياة اليومية, العلاقات العامة, العقبات و الصعوبات و مدى مصداقية ما يقدمه لنا الإعلام عن أمريكا!

      سوف تكون هذه النقاط أحد أهم المحاور التي سوف أتناولها في أطروحاتي, ما سأطرحه لن يكون عملاً صحفياً أو تحقيقاً ميدانياً بقدر ما هو واقع حياة يومية. أكملت قبل بضعة أشهر عامي الثالث في الأراضي الأمريكية, و أعتقد أني أصبحت مؤهلاً في الحديث عنها. لا أقول إحصائياً و لكن إجتماعياً. سأتناول مواضيع عامة و حياتية, مثل: الدراسة, السكن أو اقتناء سيارة على سبيل المثال.   

      أحس إنّي قاعد أتكلم بالفصيح أكثر من اللازم؟! عموماً, أتوقع إن الفكرة وصلت, أتمنى منكم بس التفاعل معي و طرح و مناقشة أفكاركم سوية!