في ليلة الأحد القاسية اتجهت إلى فراشي أحاول عبثاً النوم ... تقلبت يمنة ويسرة حاولت النوم جاهدا لكن كانت هناك قوة جياشة تمنعني حتى من الحراك كانت تلك القوة هي قوة الحزن التي منعتني من كل شيء بدأت في ذكر الأحبة رفاق العمر من أمضيت معهم أجمل ليال العمر وبدأ أعد الأيام لأني لابد تاركهم شئت أم أبيت تجبرني على ذلك قوى الدنيا الشريرة التي تستلذ بحزننا وتتجرع من ألمنا وتضحك من بكائنا عندها قررت أن أتخذ القرار الشجاع سأجابه هذه الدنيا سأستجوبها سأتحداها لن أدع الأمر يمر كيف ما شاءت اتجهت فوراً إلى هذه الدنيا وتوغلت في معمعات الطريق حتى وصلت إلى أملي المنشود وعدوي اللدود (( قالت لي : من أنت وماذا تريد ومن سمح لك بالدخول إلي ؟! قلت لها : أنا ممن يعيشون في مملكتك رجل ذاق عذابك واكتوت يديه بالنار جئت مخاطباً إياك لعلك ترأفين بي أو بأجيال من بعدي أليس لك قلب يحس وعقل تعقلين به وإحساس تشعرين بعذاب الأخرين فيه كيف تسمح لك نفسك بجرح قلبي وقلوب الملايين غيري كيف طاوعك ضميرك أن تسكبي دمعي ودمع كثر غيري كيف سمحت لك الأخلاق بأن تباعدي بيني وبين من أحب كيف وكيف وكيف ... واسترسلت في أسئلتي تارةً بلغة الغاضب الحاقد وتارةً بدمعي الصامت وصوت هزيل حتى فرغت من كلامي ثم قالت : قد سمعت ما قلت ولكن تلك معاييركم أنتم البشر لا نؤخذ بها ولا نقيم لها اعتبار وما قد قلته الأن قد قاله ألوف غيرك اقتحموا هيبتي ووقفوا وقفتك هذه وكان ردي واحد (( مهما قلت لي نهرت أو توسلت فهذه سنتي وهذه طبيعتي وهذه أنا أدعك حتى تركن لي ثم أنقض عليك ، أترك العلاقات حتى تكبر وتكبر ثم أحطمها بلا مبالاة متعتي في التقلب على أحوالكم فلا أجد أحداً أستقر على حال أعجبته إلا سارعت للتنغيص عليه وأفعل كل هذا وأنا مبتسمة ومن هم في قلبك اليوم فغيرهم سيكون غداً
قلت لها : محال فقد أقطعتهم قلبي ، أسكنتهم داخله ، نقشت أساميهم على جدران قلبي ، حفظت صورهم ، ضحكاتهم ، أيامهم ، لكي أعود لها متى أردت و أينما شئت وفوق إرادتك فالحب هو الشيء الوحيد الذي لا يعرف السلطة ولا يعترف بالقوانين فالحب لا لغة تحكمة و لا حدود تحده .
نظرت إلي بابتسامة خبيثة وقالت لقد قال ذلك قبلك كثر وكلهم سقطوا في تحديهم وتراجعوا عن كلامهم
قلت لها : أنت تتحدثين معي أنا فلا تقارنين حبي بحب هؤلاء بيني وبينك الزمان فإن حصلت ما تدعين فسأعترف بقوتك فوق أي قوة أخرى وإن حصل كما أقول فقد حان عصر التمرد على قوانينك وكل ذلك بفضل الحب .
(( أعزائي هلا وقفتم في صفي وتعاهدنا على ألا ننسى بعضنا وألا نقطع بعضنا وألا نخضع لقوانين هذه الدنيا وأن نتمنى الخير لبعضنا وأن يكون الحب هو شعارنا ؟ )).
أنا أعرفكم فكما أنا أشعر تجاهكم فبالتأكيد لن أقابل إلا بذات الشعور .
كتب لكم : عبدالله بن سعيد الرفاعي .